وجع الغفراه الفصل الاخير



ماذا بعد ❓

هكذا ظلت تسأل روحها ماذا ستفعل هل تحل قيوده و تتركه و تنصرف و لكن إلي أين تذهب لا يوجد مكان يمكنها اللجؤ اليه و حتي إن وجدت هل سيتركها حسام !?

كانت تعلم انه لن يتركها فقد توسلت اليه كثير أن يتركها لحالها لكنه كان دائما يعرف كيف يجدها و كيف يعذبها و يتلذذ بعذابها ..

بكت كثيرا و هي ترتعش و لا تدري ماذا تفعل و كيف وصلت الي هذه النقطة التي لا تدري كيف تتجاوزها ..

بل كيف حدث ما حدث ..

لكنه حدث    !

نعم هي خططت لأن تخدره و في لحظة يأس ارادت قتله لكنها الأن لا تستطيع .. بل محال ان تقتل 

مر الوقت و هي تبكي و تشعل سيجارة من سيجارة ..

حاولت ان تهدأ لتفكر ..

خرجت الي الشرفة و نظرت إلي السماء و بكت كثيرا و عادت للداخل لتنظر إلي فراشها الذي كانت تذبح عليه في كل مرة رغم عنها و كأنها لعبة يملكها وحده ليس من حقها الرفض او الاعتراض او حتي الحياة !

نظرت الي تلك العلامات في جسدها أثر ضربه  و تعذيبه لها

ثم  رجعت الي حيث قيدت حسام الذي ما زال غائب عن الوعي نظرت اليه و شعرت براحة كبيرة لما فعلته رغم ذلك الندم الذي يجتاحها لكنها ترفض ان تستسلم له !

مر أمامها شريط من ذكريات سنين من القسوة و العذاب لم يترك حسام شيئا يجرحها و يعذبها  إلا و فعله بقلب بارد و منتهي القسوة ..

لم تدري إلا و هي تذهب الي المطبخ و تحضر سكين و تعود اليه و لكنها لم تستطع ان تتخيل مجرد تخيل أنها تستطيع القتل صرخت و رمت السكين علي الارض و هي تنهار و تبكي بصوت عال يكاد ان يكون صراخ حتي أفاق حسام بعض الشئ لكنه كان ما زال ضعيف تحت تأثير المخدر

حاول ان يتقلب و شعر بعجز فتح عينيه بصعوبة و بدأ يدرك ما هو عليه نظر اليها برعب جعلها تشعر بنشوة و بدأت تهدأ فهي لأول مرة تراه هو الذي يخافها و تلك النظرة في عينيه كم تمنت ان تراها و كم عاشت عمر خائفة مرتعدة ..ّ

أقتربت منه بعد أن تمالكت نفسها  و سألته ماذا تظن أني فاعلة بك ?

ارتعد حسام و هو يحاول التخلص من قيوده دون جدوي و اخذ يصرخ صراخ مكتوم فقد أحكمت اللاصق علي فمه 

نظرت الي نظرة الرعب في عينيه و قالت له كم رأيت تلك النظرة في عيني حين كنت تقيدني و تستبيح جسدي ..

الأن بما تشعر هل شعرت بما كنت أشعر به أعوام و أعوام 

حاول حسام أن يتكلم و بذل جهد لتدرك أنه يريد فرصة ليحدثها 

ابتسمت مريم و أقتربت منه و قالت له سأكون كريمة معك و أعطيك فرصة للحديث و لكن إن حاولت الصراخ سأضع هذا السكين في صدرك فورا 

هز رأسه بالموافقة سريعا ..

أمسكت مريم بالسكين و في عينها نظرة تحدي و قوة 

ثم شدت اللاصق من علي فمه لتعطيه فرصة الحديث 

هنا أبتسم حسام ثم أخذ يضحك بصوت عال و تعجبت مريم و قبل أن تسأله لماذا يضحك ?

قال لها ساخرا منها كنت تلوميني حين أقتل ذبابة و تقولين لي يكفي ان تبعدها دون قتل و حتي النمل كنتي تصرين علي رش المنزل كله حتي لا تعطي فرصة لوجود النمل و تضطرين لقتله .. أتذكرين يوم ان كنا في الساحل و كنت تحملين اي نملة تصادفك بحرص لترميها خارج الشاليه و انا اسخر منك و انتي تصرين ان القتل حرام حتي في العيد كنتي ترفضين رؤية الذبح و لم تستطيعين يوم رؤية الدم ابدا طوال حياتك !

فهل تتخيلين أني أخشاكٍ أو أصدق أنكٍ يمكنكٍ قتلي !

قالت له متعجبة منذ دقائق لمحت الرعب في عينيك و الأن أجد الوقاحة تعود اليك 

أجابها متعجرف هيا فكي قيدي و كفاك لعب و لا تطيلي الوقت حتي لا يزداد غضبي و يكون عقابك مني أكبر من تحملك !

زاد تعجبها و غضبها من وقاحته و هو مقيد و ما زال يهددها 

ظلت تنظر اليه و هي شاردة

شعرت فجأة بتجمد بأطرافها أخذ يزداد حتي خشيت ان تشل تمام و لم تستطع حتي مجرد التحدث ..!

لكن حين بدأ حسام في الصراخ و التهديد و أخذ صوته يعلو ليسمع الجيران أنه مقيد و أنها تحاول قتله و عاد يكرر تهديده لها بأن أنتقامه سيكون شديد و  يسبها و يلعنها بأقذر الألفاظ التي كم أوجعها بها عمرا ..

 لم تشعر مريم إلا و هي تغرس السكين في صدره مرات متعددة لا تدري كم مرة فقد كانت في حالة هياج خارجة عن وعيها غير مدركة لما تفعله لكنها فعلت و....     قتلت .

و بعد أن صمت حسام للأبد و ازداد أندفاع الدم من صدره و أخذ يتناثر عليها و علي كل مكان بالغرفة نظرت الي كل هذا في ذهول و لكن دون اي رد فعل منها .. ثم عادت هادئة تماما 

رمت السكين من يدها و جلست لتشعل سيجارتها و هي في مكانها لا تتحرك !

أنهت السيجارة و حاولت الوقوف بصعوبة و خطت خطوات مرتعشة إلي مكان هاتفها أخذته و أعادت فتحه

و قبل أن تتصل بالشرطة كما كانت تريد ..

رن هاتفها فجأة و وجدت أشرف  يطلبها ليطمئن عليها ..

ابتسمت في هدؤ و أخبرته بما فعلت لم يصدقها في بادئ الأمر لكنها أستطردت تخبره أنه شريك مع كل من أوجعها في ما وصلت اليه و قبل أن يعترض قالت له كنت تعلم بعذابي و ماذا فعلت لا شئ كثيرا ما كنت أخبرك أنه رغم أنفصالنا يهددني و لا يكف عن الأتصال بي و كم أحتجت اليك و لم أجدك كنت دائما مشغول في عملك و لكني أحببتك جدا و لا أنكر أن حبك هذا كان عمرا هداه الله لي ليحيني رغم موتي و اعلم انك أحببتني و لكنك كنت دائما أجبن من أن تغامر بالوقوف بجانبي حتي اليوم عندما أرسلت اليك بما فعله و أغلقت الهاتف اكتفيت بمحاولة اتصالك لم تتحرك و تأتي لتطمئن علي بنفسك لماذا لم تأتي لأنك خشيت منه رغم علمك بأنه امام الله لم يعد زوجي خشيت الناس و لم تحاول ان تكون بجانبي  و بالأسم انت حبيبي الذي ظننت انه سيعوضني الله به عن كل ما مررت به ..صدقني أنا لا أريد أن ألومك بل اسامحك فقد غفرت يوم لمن أوجعني عمرا و كانت النتيجة الندم ليس علي قتله و لكن علي أني غفرت لمن لا يستحق و أكملت معه طريق الوجع و الجراح أما اليوم فأنا اغفر لك لأني أحببتك بصدق حتي و إن خذلتني لكني أغفر لك ليوجعك غفراني هذه المرة ستعيش عمرك تذكرني و تذكر أني سامحتك فتتألم صدقني سيوجعك غفراني لك كما أوجعني غفراني لحسام عمرا

و لم تنتظر رد منه ..

أنهت المكالمة و اتصلت بالشرطة و جلست هادئة في أنتظار مصيرها مهما كان فقد كانت راضية انها لأول مرة تقرره بنفسها لذلك فهي راضية بقدرها و ما يقدر لها من حكم مهما كان  !

      

     تمت .

بقلمي .. ميرفت عبدالله

وجع الغفراه الفصل الاخير وجع الغفراه الفصل الاخير Reviewed by من هنا و هناك on أغسطس 13, 2020 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.