بقلم حنين محمد
توقفت عن الكتابة منذ أن قررت أن تكمل قصتك مع شخص آخر ..كثير الحظ و يفتقر كل لكل شئ حظيت به ، كان هذا نتيجة لأفعالك التي أرّقتني لأيام و لم أجد إجابة لأي منهما ، الأولى من سرقت جسدك و تركت لي كل ما هو دفين في قلبك و خبايك التي أقسم أنها لا تعلم عنها شيئاً ، أما الثانية فهي أنني لا استطيع أن أُبقِي في حياتي رجل لا يعرف قيمة نفسه ولا من حوله ، كيف لي أن أكون الأمان لليثي الصغير و هو دائم الهرب . أدركت أنها النهاية حينها .. إنها ليست الليلة الأولى بدونك و لن تكون الأخيرة ، أردت أن تكون شاهدي الأول و الأخير على قصتنا التي أعلنت فشلها قبل أن تنهي جزأها الأول لسلسلة طويلة .. أتذكر كيف بدأنا أول سطورها سوياً و ها أنا أنهي ما تبقى منها وحدي و ما لطيفك من حق أن يكون هنا ، توقف قلمي عن إقاء حبره في الصفحة الثلامئة و أربعون ..السطر الثالث . لن تكتمل القصة رغم محاولات البقاء العديدة و الأسوار العالية التي فرقت دروبنا مرة أخرى ، استنزاف مشاعري التي لم يتبقى منها سوى الفتات الذي لن أستطع تكوين منه مشاعر زائفة لمواجهة بشاعة عالمي بدونك . فأصبحتَ الآن بمثابة زائر غير مرحب بوجوده و لكن إذا حضر سأرفع رايتي البيضاء لأكون في انتظارك . سأكون بخير رغماً عن كل الجروح التي لم تشفى بعد ، رغماً عن الذكرياتك التي كرهتها لكونك جزء منها . ربما سأصبح في النهاية شخصاً لم أعتد عليه يوماً .. سأفقد ما تبقى مني في سبيل نسيانك . لطالما كرهت أن أكون شخصاً يهابه الناس ، يخشى القرب أكثر من البُعد ، لا ترعبه المسافات ولا يخشى فراق أي شئ ، لم أكن أتمنى يوماً أن أتعافى بالقسوة التي بدلت قلبي و أرهقت ما تبقى من روحي . ربما سأكون بخير يوماً عندما تتوقف مشاعري تجاهك ، تجاه كل شئ تسكله و تجاه اختيارتك التي انساق إليها تلقائياً دون أدنى مجهود مني . ألم تكن تعلم أنني هجرت الجميع وجئت إليكَ رغم عدم ثبات خطواتي تجاهك ولم يهجرني أحدًا مثلما فعلت بي ، كنت لي الجميع ، فأخذت ما وسعت مقدرتك أخذه و رحلت لتتركني الآن مطروحةً على فراشي كأسير حرب خسر بعار أمام جميع معارك الحياة فلم ينل الاحترام الكافي حتى احترامه لنفسه لم يعد له وجود ..

ليست هناك تعليقات: