بقلم ميرڤت عبد الله
******************************
خاف نافذة الحياة جلست تبحث عن الحياة ..
فقد مضت من عمرها سنوات و سنوات ..و هى لا تعلم شيئا خارج حدود عالمها ..ذلك البستان الذى تزينه أزهار زرعتها هى و تسقيها و ترعاها و تخشى عليها من ذلك الشوك الذى يكبر و يقوى مع السنين حتى أصبح كخنجر يمكنه أن يجتز تلك الشجيرات و يقتل الأزهار فى ثوان ..
لا أحد يصدق و لا هى حتى تصدق أنها ظلت فى تلك الدائرة المغلقة سنوات و سنوات و يوم أن بدأت تخرج للعالم كانت فرحتها كفرحة الأسير الذى أفرج عنه بعد أسر طويل أليم ..
و هناك من تلك النافذة أبصرت أضواءا و أضواءا كثيرة .. لمعت كثير من الأضواء تحاول أن تجذبها اليها .. لــــكنها كانت دائما تتبع إحساسها ذلك الإحساس الذى كان أروع و أنقى ما تملك و لم يخدعها أبدا .. فكانت تبتعد فى هدؤ عن تلك الأضواء .. و تقلب قنوات الحياة هنا و هناك .. كانت تبحث عن شىء لا تعلم ما هو .. ! لـكنها كانت أكـيدة من أن هناك شىء ما سيأتيها يوما ما .. لا تدرى من أين و لا متى ..! لكنها كانت واثقة من حدسها ..
حتى جائتها أضواء خافتة بدأت تلمع و تلمع حتى أيقنت أن بريقها ليس عاديا و كأنه أتى و أضاء فقط من أجلها ..
فتحت بحرص و حذر شباكها فأبهرها ضوء لقمر ليس كأى قمر ..
قمر يضىء حبا و يتلألأ عشقا و يهديها حنانا ..
و كـــــم كانت فى حاجة إلى ذلك الحنان ..و لـــكن ما إن مدت يدها أليه ..
حتى ناولها كسرة صغيرة منه .. و أرتفع ثانية ليختفى وسط سحابات أحلامه ..
و ما زالت تطبق يدها بحرص على تلك الكسرة .. كسرة حــنان .. !
نــــــــعم كــــــــسرة حنان هى كــــــل ما تبقى لها مــــنه ..
و كـل ما أستطاع أن يهديها رغم أنتظارها له كثيرا كان فقط .. كــــــــســــــرة حـــنان !!
كسرة حنان ..
Reviewed by من هنا و هناك
on
مايو 05, 2020
Rating:

ليست هناك تعليقات: